| ]

أصدر المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر (رسمي) تقريرا أعدته لجنة تقصي الحقائق التابعة له بشأن فض قوات الأمن لاعتصام مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي في ميدان "رابعة العدوية"، شرقي القاهرة، وسط اغسطس/ أب الماضي.

وفيما يلي نص ملخص التقرﯾر: 

أوﻻ اﻹنتھاكات المرتكبة التى صاحبت اﻻعتصام وعملﯿة فضھ -

1 اﻹنتھاكات التى ارتكبت أثناء فض اﻹعتصام : -

1 1 القتل خارج إطار القانون -

وثق التقرﯾر وكذا الشھادات،وقوع بعض الجرائم التى أودت بحﯿاة بعض المواطنﯿن الذﯾن تواجدو اﻷسباب مختلفة باعتصامى رابعة العدوﯾة والنھضة، وغالبا ما كانت أسباب حاﻻت القتل ناتجة عن تعذﯾب او إستعمال القسوة وھو ما تعززه شھادات الناجﯿﯿن من التعذﯾب داخل اﻻعتصام، حﯿث وردت الى مصلحة الطب الشرعى المصرى فى توارﯾخ متفرقة سابقة على تارﯾخ فض اﻻعتصام عدد من الجثامﯿﯿن وصل لعدد 6 حاﻻت بمحﯿط اعتصام رابعة العدوﯾة وحالتﯿن بحدﯾقة اﻻورمان داخل اعتصام النھضة، وثﻼثة حاﻻت فى مقلب قمامة بمنطقة العمرانﯿة، لﯿكون إجمالى حاﻻت القتل 11 حالة جمﯿعھا تعزى سبب الوفاة الى تعرض الضحاﯾا الى تعذﯾب شدﯾد أودى بحﯿاتھم بحسب تقرﯾر مصلحة الطب الشرعى، وھو اﻷمر الذى ﯾعد انتھاكا صارخا للحق فى الحﯿاة ، المحمى بموجب العھد الدولى للحقوق المدنﯿة والسﯿاسﯿة، والذى ﯾنص صراحة على حق اﻻنسان فى اﻻ ﯾحرم من حﯿاتھ تعسفﯿا، وكذا اعتبار ذلك فعﻼ مجرما بموجب أحكام قانون العقوبات المصرى .

2 1 التعذﯾب واستعمال القسوة -

وفقاُ لشھادات اطلعت اللجنة علﯿھا، تعرض بعض المواطنﯿن الذى تواجدوا داخل أوبمحﯿط اعتصام رابعة العدوﯾة ﻷسباب مختلفة، لحاﻻت تعذﯾب واستعمال قسوة من قبل المجموعات التى كانت تتولى تأمﯿن اﻻعتصام ، حﯿث كان ﯾتم اقتﯿاد الضحاﯾا الى أماكن غﯿر معلومة داخل اﻻعتصام ﯾعتقد بأنھخصصت لذلك ،ﯾتم بداخلھا التحقﯿق مع الضحﯿة للشك فى عﻼقتھا بأجھزة اﻷمن أو كونھا مدفوعة من قبلھا، وقد تعرض الضحاﯾا للضرب المبرح بوسائط مختلفة خلفت آثار تعذﯾب أثبتت فى بعض المحاضرالرسمﯿة المحررة للناجﯿﯿن ، وھو اﻷمر الذى ﯾعد انتھاكا صارخا للحق فى السﻼمة الجسدﯾة وحق اﻻنسان فى عدم التعرض للتعذﯾب أو استعمال القسوة وفقا ﻻحكام العھد الدولى للحقوق المدنﯿة والسﯿاسﯿة ووفقا ﻷحكام اﻻتفاقﯿة الدولﯿة لمناھضة التعذﯾب ، فى حﯿن أن تلك اﻻفعال ﻻ تمثل تعذﯾبا وفقا ﻻحكام القانون المصرى ﻷنھا صدرت من غﯿر الموظفﯿﯿن المكلفﯿن بالخدمة العامة ، وﯾنظر الﯿھا بإعتبارھا جرائم ضرب أو استعمال القسوة . وھو ما ﯾدعو المشرع المصرى الى ضرورة مراجعة النصوص العقابﯿة المتعلقة بتعرﯾف التعذﯾب وفقا لﻼتفاقﯿة الدولﯿة لمناھضة التعذﯾب.

3 1 اﻻحتجاز القسرى والقبضغﯿر القانونى : -

تعرض العدﯾد من المواطنﯿن لحاﻻت القبض من قبل ادارة اﻻعتصام ، سواء ﻻسباب التحقﯿق من قبل مجموعات تأمﯿن اﻻعتصام على النحو سالف الذكر، أو ضد بعض اﻻشخاص الذﯾن كانوا ﯾقدمون خدمات لﻼعتصام أو قﯿامھم بأعمال معﯿشﯿة معﯿنة أجبروا على تسلﯿم ھوﯾاتھم الشخصﯿة لشل قدرتھم على التحرك اﻻ بمعرفة مجموعات تأمﯿن اﻻعتصام، وھو ما ﯾمثل احتجازا تعسفﯿا مخالفا للقانون، ﻻ ﯾجب أن تمارسھ اﻻ السلطات العامة وفقا لقانون ﯾمنحھا ذلك اﻻختصاص، وھى جمﯿعا أعماﻻ تمثل اعتداء على حق اﻻنسان فى اﻻ ﯾقبض علﯿھ أحد اﻻ بقانون ومن قبل سلطات مخول لھا ذلك، وكذا تمثل اعتداء على الحق فى الحرﯾة والتنقل، وھو ماﯾمثل انتھاكا ﻻحكام العھد الدولى للحقوق المدنﯿة والسﯿاسﯿة وكذا أحكام القانون المصرى .

4 1 استغﻼل اﻷطفال فى الصراعات السﯿاسﯿة: -

استخدمت جماعة اﻻخوان المسلمﯿن ومؤﯾدﯾھا اﻷطفال في الصراع السﯿاسي مع معارضﯿھم، بأن قاموا بالحشد الجبرى لﻼطفال داخل اعتصام رابعة العدوﯾة، فقاموا بتنظﯿم مسﯿرات نموذجﯿة مكونھ من مجموعة من اﻷطفال استقدموا من دور رعاﯾة اطفال تابعة لھم تحمل ﻻفتات "أطفال ضد اﻻنقﻼب" وشارك فﯿھا عدد من اﻷطفال ﻻ تتعدى أعمارھم العاشرة وھم ﯾرتدون اﻷكفان البﯿضاء ( شعار ﯾرمز الى الموت)، رافعﯿن ﻻفتات "شھﯿد تحت الطلب"، وھو ما ﯾعد انتھاكا صرﯾحا ﻻحكام اﻻتفاقﯿة الدولﯿة لحماﯾة حقوق الطفل، والتى تحظر وبشكل مطلق استخدام اﻻطفال او استغﻼلھم فى أﯾة صراعات سﯿاسﯿة أو عسكرﯾة، كما انھا تحظراستخدام اﻻطفال فى أعمال تتنافى مع طبﯿعتھم وادراكھم، وھو ما ﯾخالف القانون المصرى، خاصة نص المادة 291 من قانون الطفل التي تمنع استغﻼل اﻷطفال بأي صورة، والمادة 64 من قانون اﻻتجار البشر لعام 2010 التي تحظر اﻻستغﻼل السﯿاسي لﻸطفال ،وتلقﯿنھمخطاب ًاسﯿاسﯿ ًّ ابھدفاستما لة أطر اف أخرى.

1 5 حمل المدنﯿﯿن للسﻼح داخل اﻻعتصام: -

وثقت اللجنة عبر تقارﯾر منظمات مصرﯾة وبعض الشھادات ، أن اعداد من اﻷسلحة شوھدت داخل اﻻعتصام، وھو أمر فضﻼ عن كونھ فعﻼ مجرما ﯾنفى عن اﻻعتصام صفة السلمﯿة، اﻻ أنھ ﯾشكل تھدﯾدا خطﯿرا ﻻرواح المعتصمﯿن السلمﯿﯿن الذﯾن لم ﯾتصل علمھم بوجود أسلحة وذخائر داخل اﻻعتصام ، وﯾمثل انتھاكا لحق التجمع السلمى المحمى بموجب المادة 21 من العھد الدولى للحقوق المدنﯿة والسﯿاسﯿة ، الذى ﯾحظر استخداما ﻻسلحة أو حملھا وسط تجمعات المدنﯿﯿن بغض النظرعن تكﯿﯿف طبﯿعة الصراع السﯿاسى.

6 1 التحرﯾضعلى العنف والحضعلى الكراھﯿة . -

وثقت اللجنة عبر مشاھداتھا للعادﯾد من المقاطع الفﯿلمﯿة المصورة، لبعض المتحدثﯿن عبر منصة اﻻعتصام تضمنت كلماتھم العدﯾد من العبارات التى تحرض على العنف والقتال واﻻستشھاد ، كما تضمنت بعض تلك المقاطع اﻻستعراضات شبة العسكرﯾة التى كان ﯾمارسھا بعض العناصر داخل اﻻعتصام ، باﻻضافة لتناول العدﯾد من الكلمات خطاب ﯾدعو للتمﯿﯿز على أساس الدﯾن وإھانة بعض الرموز الدﯾنﯿة اﻻسﻼمﯿة والمسﯿحﯿة.

بما ﯾمكن وصفھ بالحض على الكراھﯿة. وعلى المقابل رصدت اللجنة ممارسة ذات الخطاب الذى ﯾحرض على العنف والكراھﯿة ضد المعتصمﯿن دون تمﯿﯿز عبر بعض القنوات الفضائﯿة وبعض وسائل اﻻعﻼم، وھى أعم ال تمثل ان تھ اكاً ﻷحكام العھد الدولى للحقوق الم دنﯿة والسﯿاسﯿة و اﻻتفاقﯿات الدو لﯿة المناھضة لكافة أشكال التمﯿﯿز .

2 اﻹنتھاكات التى تمت أثناء فضاﻹعتصام : -

1 2 عدم امھال المعتصمﯿن السلمﯿﯿن فرصة كافﯿة لمغادرة اﻹعتصام : -

بدأت عملﯿة الفض فى تمام الساعة السابعة صباحا بعد أن وجھت قوات اﻷ من نداءً الى المعتصمﯿن باﻹجﻼء من مكان اﻻعتصام، وحددت لھم شارع النصر كممر آمن لھم، اﻻ انھا لم تمھل المعتصمﯿن السلمﯿﯿن وقتا كافﯿا لﻺ جﻼء بعﯿداً عن مكان اﻷحداث ، حﯿث استمر اﻻنذار لمدة 25 دقﯿقة فقط ، ومما زاد اﻷمر تعقﯿدا أن قوات اﻷمن كانت قد استعدت فعلﯿا لفض اﻻعتصام وكانت على موضع تماس مع الخطوط اﻷمامﯿة لتواجد المعتصمﯿن، مما أسفر عن وقوع اشتباكات بﯿن المعتصمﯿﯿن والقوات حالت دون إمكانﯿة خروج العدﯾد من المعتصمﯿن الراغبﯿن فى المغادرة السلمﯿة من الوصول الى ذلك بطرﯾقة آمنة، وكان من اﻷحرى أن ﯾتم اﻻعﻼن عن عملﯿة الفض قبل البدء فى تنفﯿذه بوقت زمنى كاف لتمكﯿن المعتصمﯿن السلمﯿﯿن من الخروج اﻵمن دون التعرض الى اﻹصابة أو القتل، خاصة وأن أعداد المعتصمﯿﯿن كان كثﯿرا وأن عملﯿة الفض تمت فى وقت مبكر، وﻻ ﯾقدح فى ذلك أن قوات اﻷمن قد تعرضت ﻻستفزار من قبل المعتصمﯿن ﻻنھا مطالبة بضبط النفس، وھى صاحبة قرار الفض وكان لزوماً علﯿھا ان ﯾكون ھناك وقتاً كافﯿاً ومناسبا بﯿن بدء الند اء باﻻخﻼء وبﯿن بدء عملﯿات الفض.

2 2 استخدام المدنﯿﯿن كدروع بشرﯾة من قبل العناصر المسلحة: -

أكدت العدﯾد من الشھادات التى وثقتھا اللجنة وأﯾضا ما اطلعت علﯿھ من مقاطع الكترونﯿة مصورة على وجود العدﯾد من العناصر المسلحة داخل اﻻعتصام، كما أنھا وثقت أﯾضا فى ذات السﯿاق شھادات واطلعت على أدلة تؤكد استخدام تلك اﻻسلحة ضد قوات اﻷمن المكلفة بتنفﯿذ قرار فض اﻻعتصام، واتخذوا مواضعا ﻻطﻼق النﯿران من بﯿن المعتصمﯿن السلمﯿﯿن، بأن صنعوا منھم دروعا بشرﯾة وھدفاً مباشراً لنﯿران قوات اﻷمن، وھى أفعال فضﻼ عن أنھا تمثل خروجاً على أحكام القانون المصرى فﯿما ﯾتعلق بمقاومة السلطات، اﻻ أنھا تمثل اﯾضا فﯿما ﯾتعلق باستخدام اﻻسلحة من وسط المدنﯿﯿن انتھاكاً صارخاً ﻻحكام القانون الدولى لحقوق اﻻنسان.

3 2 عدم كفاﯾة الدراسة وعدم تأمﯿن الممر اﻵمن : -

تقوم فكرة إﯾجاد ممر آمن للمعتصمﯿن السلمﯿﯿن الى التقلﯿل اﻷقصى من عدد المصابﯿن والقتلى مع احتمالﯿة وجود مقاومة للسلطات من قبل بعض المعتصمﯿن، والجدﯾر بالذكر ان الممر اﻵمن الذى حددتھ وزارة الداخلﯿة فى خطة اﻻخﻼء وھو (طرﯾق النصر) قد وقعت بھ العدﯾد من اﻻشتباكات التى استمرت لساعات طوﯾلة فى ﯾوم الفض، كما أن توافد المؤﯾدﯾن لﻼعتصام من محاور عدﯾدة منھا الممر اﻵمن، قد حال دون تمكن معظم المعتصمﯿن السلمﯿﯿن من إﯾجاد مخرج آمن لھم من داخل اﻻعتصام، وعلى الرغم من وجود مخارج أخرى تمكن المعتصمﯿن من الخروج منھا تمثلت فى شارع الطﯿران فى اتجاه صﻼح سالم بعد الساعة الحادﯾة عشر صباحا، وأنور المفتى منذ الساعة الخامسة مساء، اﻻ أن إخفاق قوات اﻷمن فى تأمﯿن الممر اﻵمن المعلن عنھ، قد أربك المعتصمﯿن وجعلھم فى مرمى تبادل إطﻼق النﯿران بﯿن العناصر المسلحة وقوات اﻷمن، وكان من اﻷجدر بوزارة الداخلﯿة وھى تحدد مخارج آمنھ أن تدرس ابتداء احتمالﯿة وقوع اشتباكات فﯿھ، وأن توفر مخارج بدﯾلة وأن تعلن عنھا بشكل واضح وتؤمنھا على نحو مﻼئم وذلك لتقلﯿل الخسائر فى اﻻرواح الى الحدود القصوى .

4 2 مقاومة السلطات وانعدام التناسبﯿة -

دلت الشھادات التى وثقتھا اللجنة، وكذا اﻻجراءات المتخذة من قبل السلطات، وسﯿاق اﻻحداث إبان عملﯿة فض اﻻعتصام، أن اﻻشتباكات المسلحة قد وقعت على نطاق واسع وكثﯿف بﯿن قوات اﻷمن والعناصر المسلحة باﻻعتصام، وأن تلك اﻻخﯿرة قد بادرت باطﻼق النﯿران من خﻼل أسلحتھا تجاه القوات المكلفة بتنفﯿذ أمر اﻻخﻼء للمﯿدان وفض اﻻعتصام. كما دلت تقارﯾر مصلحة الطب الشرعى فﯿما ﯾخص أسباب الوفاة عبر تحدﯾد أنواع اﻷسلحة المستخدمة والمسببة للوفاة، وكذا أعداد القتلى الناتجة عن تلك اﻻشتباكات، الى أن قوات اﻷمن وإن توافرت لھا حالة الضرورة فى استخدام القوة المسلحة نظرا ﻻندﻻع عملﯿات مقاومة لھا من قبل العناصر مسلحة، وحافظت على تناسبا نوعﯿا من حﯿث طبﯿعة اﻻسلحة واﻻعﯿرة النارﯾة المستخدمة (ﯾراجع تقرﯾر الطب الشرعى حول اﻻعﯿرة النارﯾة المستخدمة)، اﻻ أنھا قد اخفقت فى الحفاظ على ضبط النفس فى بعض اﻷحﯿان أخلت بالتناسبﯿة من حﯿث كثافة اطﻼق النﯿران تجاه مصادرھا بشكل ﻻ ﯾتناسب والھدف من المھمة الداعﯿة ﻻستخدام اﻻسلحة النارﯾة، وھو اسكات مصادر اطﻼق النﯿران تجاه الشرطة (ﯾراجع تقرﯾر الطب الشرعى بشأن اعداد القتلى من الجانبﯿن)، وھو اﻻمر الذى ﯾعد انتھاكا لمدونة قواعد وسلوك الموظفﯿن المكلفﯿن بإنفاذ القانون، حﯿث تنصالمادة الثالثة من مدونة قواعد سلوك الموظفﯿن المكلفﯿن بإنفاذ القانون على أنھ ﻻ ﯾجوز للموظفﯿن المكلفﯿن بإنفاذ القوانﯿن استعمال القوة، إﻻ فى حالة الضرورة القصوى وفى الحدود الﻼزمة ﻷداء واجبھم. وﯾتعرض التعلﯿق على ھذه المادة فى الفقرة اﻷولى منھ إلى بﯿان المقصود باستخدام القوة وتفسﯿره، على انھ أمر ﯾجب أن ﯾكون استثنائﯿا فى حالة الضرورة، من أجل منع وقوع الجرائم أو تنفﯿذاً ﻻعتقال قانونى أو المساعدة على ذلك، دون أن ﯾتعدى ھذا الحد، وتتطرق الفقرة الثانﯿة من التعلﯿق على أن اﻻستخدام للقوة ﯾخضع أﯾضا لمبدأ التناسب مع الھدف المشروع المراد تحقﯿقھ. كما نصت المادة التاسعة من قواعد استخدام الشرطة لﻼسلحة النارﯾة على انھ ﯾتعﯿن على الموظفﯿن المكلفﯿن بإنفاذ القوانﯿن عدم استخدام أسلحة نارﯾة ضد اﻷفراد، إﻻ فى حاﻻت الدفاع عن النفس، أو لدفع خطر محدق ﯾھدد اﻵخرﯾن بالموت أو بإصابة خطﯿرة ، أو لمنع ارتكاب جرﯾمة بالغة الخطورة تنطوي على تھدﯾد خطﯿر لﻸرواح،أو للقبض على شخص ﯾمثل خطرا من ھذا القبﯿل وﯾقاوم سلطتھم، أو لمنع فراره، وذلك فقط عندما تكون الوسائل اﻷقل خطرا غﯿر كافﯿة لتحقﯿق ھذه اﻷھداف. وفى جمﯿع اﻷحوال، ﻻ ﯾجوز استخدام اﻷسلحة النارﯾة القاتلة عن قصد إﻻ عندما ﯾتعذر تماما تجنبھا من أجل حماﯾة اﻷرواح .

5 2 حرمان المصابﯿن من الحصول على اﻻسعافات الﻼزمة -

فى الﯿوم المحدد لفض اﻻعتصام خصصت ھﯿئة اﻻسعاف المصرﯾة ثﻼثمائة سﯿارة اسعاف تحسبا ﻻﯾة اصابات او وفﯿات قد تنجم عن اشتباكات اثناء فض اعتصام رابعة العدوﯾة ، وكذلك تخصﯿص مائة سﯿارة اسعاف بشكل احتﯿاطى، بعضھا بمحﯿط رابعة العدوﯾة وكانت ملحقة بمستشفى رابعة العدوﯾة وﯾتم نقل الحاﻻت غﯿر الحرجة الﯿھا وﯾتم نقل الحاﻻت التى تستدعى رعاﯾة ادق الى خارجھا ،ولم تتمكن سﯿارات اﻻسعاف التى كانت موجودة خارج اﻻعتصام من الدخول الى داخل اﻻعتصام ﯾوم الفض بسبب اندﻻع اﻻشتباكات المسلحة وتبادل اطﻼق النﯿران الكثﯿف، وھو اﻷمر الذى ﯾحظر بالتبعﯿة دخول سﯿارات اﻻسعاف أثناء اﻻشتباكات، وخاصة بعدما لقى أحد قادة سﯿارات اﻻسعاف حتفھ نتﯿجة اطﻼق النﯿران العشوائى، والذى حال دون تمكن باقى السﯿارات من النفاذ داخل اﻻعتصام اﻻ بعد انتھاء العملﯿات المسلحة وسﯿطرة قوات اﻻمن على المﯿدان، مما تسبب فى حرمان العدﯾد من المصابﯿن من انقاذ حﯿاتھم أو تلقى اﻻسعافات الﻼزمة.

ثانﯿا مستخلصات التقرﯾر:

إن عملﯿة فض وإخﻼء اعتصام رابعة العدوﯾة فى 14/8/2013 قد تمت بمعرفة قوات امن تابعة لوزارة الداخلﯿة المصرﯾة فى إطار خطة وضعتھا اﻷخﯿرة.
إن عملﯿة فض وإخﻼء اعتصام رابعة العدوﯾة، قد جاءت فى اطار وسعى الحكومة المصرﯾة المعاصرة لتارﯾخ الفض،الى تطبﯿق واعمال القوانﯿن المصرﯾة على جزء من اقلﯿم جمھورﯾة مصر العربﯿة، بعد ان قدرت مھلة للتفاوض مع المعارضﯿن المعتصمﯿﯿن قدرت بـ46 ﯾوما.
وضعت وزراة الداخلﯿة المعنﯿة بتنفﯿذ قرار النﯿابة العامة المصرﯾة خطة (استنتجتھا اللجنة ولم تتمكن من اﻻطﻼع علﯿھا)، تضمنت إطﻼق تحذﯾرات للمعتصمﯿن بضرورة إخﻼء المﯿدان قبل البدء فى العملﯿات، وكذا تحدﯾد ممر آمن عرفتھ بطرﯾق النصر وھو أحد أوسع الطرق المتصلة بالمﯿدان فى اتجاه طرﯾق اﻷوتوستراد. وفى سبﯿل ذلك دعت الوزارة المذكورةب عض وسائل اﻹعﻼم المصرﯾة وبعض منظمات المجتمع المدنى المحلﯿة لمتابعة عملﯿة إخﻼء وفض اعتصام رابعة العدوﯾة.
ن اﻻعتصام بمﯿدان رابعة العدوﯾة الذى دعت لھ جماعة اﻻخوان المسلمﯿن والقوى السﯿاسﯿة الموالﯿة لھا، قد بدأ اعتصاما سلمﯿا فى اطار نزاع سﯿاسى، اﻻ انھ وفى وقت ﻻحق لتارﯾخ بدء اﻻعتصام فى 28/6/2013 وقبل14/8/2013 تارﯾخ الفض (لم تستطع اللجنة تحدﯾد الوقت على وجھ الدقة)، سمحت ادارة اﻻعتصام لعناصر مسلحة وافراد مسلحﯿن ﯾعتقد أنھم تابعون لھا، بالدخول لحرم اﻻعتصام والتمركز فى مناطق عدﯾدة متفرقة، دون ان تخطر او تعلم او تنبة باقى المعتصمﯿن السلمﯿﯿن الممثلﯿن لﻼغلبﯿة المشاركة فى اﻻعتصام، وھو اﻻمر الذى نزع صفة السلمﯿة عن اعتصام رابعة العدوﯾة، رغم اغلبﯿة المعتصمﯿن السلمﯿﯿن المشاركﯿن بھ، الذﯾن ﯾعتقد أنھم اﯾضا ﯾمثلون اﻻغلبﯿة العظمى من ضحاﯾا عملﯿة فض اﻻعتصام نتﯿجة اﻻشتباكات المسلحة واسعة النطاق التى رصدھا التقرﯾر.
ان قوات اﻻمن المكلفة بتنفﯿذ عملﯿة اخﻼء المﯿدان، قد التزمت بتوجﯿھ نداء للمعتصمﯿن عبر مكبرات صوت (تأكدت اللجنة من أنھ سمع بوضح داخل عمق اﻻعتصام ) تطالبھم بإخﻼء المﯿدان ووجود ممر آمن لھم، إﻻ أنھا قد سارعت فى بدء تنفﯿذ اﻻقتحام بعد 25 دقﯿقة فقط من النداء، وھو وقت غﯿر كاف لخروج اﻻف المعتصمﯿن فى الساعات اﻷولى من الﯿوم، وﻻ ﯾقدح فى ذلك تعرض قوات اﻻمن ﻻستفزاز من قبل المعتصمﯿن، وﻻ رغبتھا فى انھاء العملﯿة فى اسرع وقت، قبل انضمام اخرﯾن لﻼعتصام، ﻻنھا أمور متوقع حدوثھا وكان ﯾجب مراعاتھا فى الخطة والتعامل معھا، وھو ما ﯾمثل إخﻼﻻً جسﯿماً بتنفﯿذ خطة الفض مما تسبب فى حالة فزع وارتباك أعاق خروج المعتصمﯿن.
ان سﯿاق عملﯿة الفض فى الساعات اﻻولى لھا قد أشار إلى أن اﻻشتباكات كانت تسﯿر فى نطاقھا المعتاد والمتكرر فى اﻷحداث السابقة حتى قرابة الساعة الحادﯾة عشر تقرﯾبا، إلى أن بادرت بعض العناصر المسلحة وبشكل مفاجىء بإطﻼق النﯿران باتجاه أحد الضباط التابعﯿن لقوات اﻷمن كان ممسكا بمكبر صوت للنداء علﯿھم ومطالبتھم بضرورة إخﻼء المﯿدان لﯿسقط قتﯿﻼ، وعلى أثر ذلك ردت قوات اﻷمن بإطﻼق النﯿران باتجاه دار المناسبات حﯿث مصدر اﻹطﻼق على الضابط القتﯿل، وعلى أثر ذلك اندلعت اﻻشتباكات المسلحة فى محاور عدﯾدة داخل المﯿدان بﯿن قوات اﻷمن والعناصر المسلحة بشكل مستمر دون انقطاع حتى الساعة الواحدة ظھراً تقرﯾبا.
إن قوات اﻻمن المنفذة لعملﯿة اﻻقتحام وان توافرت لھا حالة الضرورة فى استخداما ﻷسلحة النارﯾة وحافظت على التناسب النوعى بﯿن اﻷسلحة المستخدمة، إﻻ أنھا أخفقت فى الحفاظ على التناسب فى كثافة اﻹطﻼق على مصادر النﯿران من قبل العناصر المسلحة.
إن العناصر المسلحة داخل اﻻعتصام كانت تتحرك وتطلق النﯿران من وسط المعتصمﯿن بما ﯾمكن وصفھ باستخدامھم المعتصمﯿن كدروع بشرﯾة، جعلتھم فى مرمى نﯿران قوات اﻷمن طول فترات اﻻشتباكات، وقد عظم من ھذا الخطر على المعتصمﯿن السلمﯿﯿن كون العناصر المسلحة التابعة لﻼعتصام لم ترتدى زﯾاً معلوماً أو تحمل شارهتمﯿزھا عن المعتصمﯿن غﯿر المسلحﯿن .
حددت قوات اﻷمن وفق خطتھا ممرا آمنا للخروج وأعلنت عنھ للمعتصمﯿن، وھو طرﯾق النصر، إﻻ انھا قد فشلت فى تأمﯿنھ حتى الساعة الثالثة والنصف عصرا، بسبب اﻻشتباكات التى اندلعت فى محاور عدﯾدة حول المﯿدان ومنھا الممر اﻵمن، بﯿن قوات اﻻمن وبعض المسﯿرات التى جاءت لتنضم لﻼعتصام من أعلى كوبرى 6 أكتوبر، وھو ما حدا بالمعتصمﯿن الراغبﯿن فى الخروج إلى البحث عن ممرات آمنھ فى الشوارع الجانبﯿة، التى تعرض بعضھم فﯿھا لﻺمساك بھم من قبل اللجان الشعبﯿة التى كونھا سكان منطقة رابعة وتسلﯿمھم لقوات اﻷمن، وھو اﻷمر الذى استخدمتھ ادارة اﻻعتصام فى تخوﯾف المعتصمﯿن الراغبﯿن فى الخروج من المﯿدان لبقائھم دون انصراف حتى ﻻ ﯾنفض اﻻعتصام دونھم، وھو ما عظم من حاﻻت اﻻرتباك والفزع لدى الراغبﯿن فى الخروج. ولم تنجح القوات فى تأمﯿن الممر اﻵمن إﻻ من الساعة الثالثة والنصف حتى السادسة وھو ما نقلتھ قناة on.tv المصرﯾة على الشاشات التلفزﯾونﯿة .
حال اتساع محﯿط منطقة رابعة العدوﯾة، واندﻻع اﻻشتباكات المسلحة فى محاور عدﯾدة منھ، دون دخول سﯿارات اﻻسعاف التابعة لھﯿئة اﻻسعاف، بعد مقتل أحد المسعفﯿن، وھو اﻷمر الذى أدى لعدم حصول العدﯾد من المصابﯿن على اﻻسعافات الﻼزمة أو النقل إلى المستشفى ﻹنقاذ حﯿاتھم. ولم تتمكن سﯿارات اﻻسعاف من الدخول الى المﯿدان اﻻ بعد انتھاء عملﯿة الفض واﻹخﻼء فى الساعة السادسة مساء يوم. 2012/8/14
خلفت عملﯿة فض اعتصام مﯿدان رابعة العدوﯾة وما شابھا من اشتباكات مسلحة بﯿن قوات اﻻمن والعناصر المسلحة داخل اﻻعتصام حتى الساعة السابعة مساء ﯾوم 14/8/2013، عدد 632 قتﯿل بﯿنھم 624 مدنﯿا و8 من رجال الشرطة، (على النحو الوارد بالجداول المرفقة)، تم تشرﯾح 377 جثة فقط والباقى صدرت لھم تصارﯾح دفن بمعرفة مفتش الصحة التابع لوزارةالصحة المصرﯾة بناء على طلب ذوى الضحاﯾا وتصرﯾح النﯿابة العامة. وﯾعتقد أن معظم الضحاﯾا المدنﯿﯿن من المعتصمﯿن الذﯾن لم ﯾتمكنوا من الخروج من دائرةاﻻشتباك المسلح.
فى رد فعل مباشر على عملﯿة فض وإخﻼء مﯿدان رابعة العدوﯾة اندلعت أحداث عنف مسلح فى حوالى 22 محافظة احرقت بھا العدﯾد من الكنائس والمنشآت العامة وھوجمت فﯿھا بعض أقسام ومراكز الشرطة استمرت لمدة أربعة اﯾام من صباح ﯾوم 14/8/2013 حتى مساء ﯾوم 17/8/2013، مما خلف 686 قتﯿﻼ منھم 622 مدنﯿا و 64 من جال الشرطة، (على النحو الوارد بالجداول المرفقة) وﯾعتقد أن معظم الضحاﯾا المدنﯿﯿن من المواطنﯿن اﻷبرﯾاء الذﯾن تصادف وجودھم إبان إطﻼق النﯿران العشوائى الذى قامت بھا بعضالعناصر المسلحة أو اﻻشتباكات مع قوات اﻻمن.
ثالثا التوصﯾات -

تأسﯾسا على ما تقدم ﯾوصى المجلس القومى لحقوق اﻹنسان باﻵتى:

العمل على اتخاذ التدابﯿر التشرﯾعﯿة التى تنھى وبشكل قاطع إمكانﯿة استخدام العنف أو الدعوة لھ كوسﯿلة للتعبﯿر عن الرأى بﯿن أى من الجماعات أو القوى السﯿاسﯿة.
ضرورة البدء الفورى ودون إبطاء فى إخضاع العناصر الشرطﯿة لعملﯿات التدرﯾب والتأھﯿل المستمر، خاصة فى مجاﻻت البحث الجنائى ومكافحة الشغب وفض التجمعات وتدرﯾبھا على المعاﯾﯿر الدولﯿة المعنﯿة باستخدام القوة من قبل الموظفﯿن المكلفﯿن بانفاذ القانون.
حث الحكومة المصرﯾة على ضرورة تفعﯿل اﻻتفاقﯿة الدولﯿة لمناھضة التعذﯾب وكافة أشكال المعاملة الﻼنسانﯿة والمھﯿنة ، واجراء التعدﯾﻼت التشرﯾعﯿة الﻼزمة لﯿتوافق تعرﯾف التعذﯾب فى القانون المصرى مع اﻻتفاقﯿة الدولﯿة لضمان مكافحة تلك الجرﯾمة وعدم إفﻼت مرتكبﯿھا من العقاب. كما ﯾدعو المجلس الى النظر فى تعدﯾل القانون بجعل التشرﯾح اجبارﯾا فى حالة شبھة الجناﯾة
دعوة كافة القوى السﯿاسﯿة والحكومة إلى ضرورة وقف ونبذ أعمال العنف والعنف المضاد، وإعﻼء قﯿم احترام حقوق اﻻنسان وحرﯾاتة اﻷساسﯿة بما ﯾضمن للجمﯿع حماﯾة حقھم فى الحﯿاة، واحترام سﯿادة القانون وحقوق اﻹنسان
مناشدة الحكومة المصرﯾة التدخل الفورى والعاجل لوقف حمﻼت الكراھﯿة والتحرﯾض على العنف التى تروج لھا بعض وسائل اﻻعﻼم المحلﯿة، وذلك لما تمثلھ من خطورة بالغة على استقرار وأمن البﻼد وحالة حقوق اﻹنسان بھا، وأن تتخذ من التدابﯿر ما ﯾلزم لذلك دونما إبطاء لضمان عدم نشر واتساع نطاق الكراھﯿة والعنف، بما ﯾحمى الممارسة الدﯾمقراطﯿة وقﯿم حقوق اﻹنسان التى ﻻسبﯿل دونھا لتجاوز البﻼدأزمتھا.